asynchronous snippet. مفاجأة حرب تموز 2006 إصابة الكورفيت الإسرائيلي للطراد حانيت

الخميس، 7 أكتوبر 2010

مفاجأة حرب تموز 2006 إصابة الكورفيت الإسرائيلي للطراد حانيت


مفاجأة حرب تموز 2006  إصابة الكورفيت الإسرائيلي للطراد حانيت







 فيما بعد تحدث تقرير أعدته لجنة في البحرية الصهيونية عن وجود تقصير من طرف جهاز الاستخبارات العسكرية "آمان" فيما يخص عدم معرفته لامتلاك حزب الله لأنظمة صواريخ مضادة للسفن , حيث حددت المعلومات امتلاك الحزب لصواريخ لا يتعدى مداها 6 إلى 10 كيلومترات مما جعل السفن الصهيونية تتحرك على بعد يتراوح ما بين 17 إلى 30 كيلومتراً عن الشواطئ اللبنانية ظنا منها أن ذلك يجعلها في مأمن من الإصابة, إلا انه لم يكن لدى إسرائيل معلومات حول امتلاك الحزب لصواريخ سي 802 التي يصل مداها إلى 120 كيلومتراً.
أظهرت هذه العملية أهمية العمل الاستخباري المضاد الذي يمح بخلق المفاجأة في الصراع مع العدو الصهيوني الذي ظهر سلاح البحرية لديه بكل قوته بمظهر العاجز أمام منظمة تمارس العمل المقاوم بأسلوب حرب العصابات وتستطيع في نفس الوقت استخدام أسلحة الجيوش المحترفة بكفاءة.
يقول أ حد أفراد طاقم الكورفيتبعد تقدير الخسائر قرر قائد الكورفيت قطرها بسفينة أخرى تابعة لسلاح البحرية والإبحار باتجاه ميناء أشدود جنوب البلاد. وعندما وصلت إلى الميناء المذكور وبعد أربع وعشرين ساعة من إبحارها من مكان الحادث كانت في انتظارها قيادة سلاح البحرية برمتها ، بمن فيهم قائد سلاح البحرية اللواء دافيد بن بعشيط لم أصدق نفسي بأن أرى هذه الوجوه، ولم أصدق بأنني سوف أرى وجه قائد سلاح البحرية واعتقدت أنه لن يظهر أمام الناس، وأنه سوف يستقيل من جراء ما يشعر به من خجل بسبب هذه الحادثة وبدلاً من أن يستقيل ، فقد تحدث إلينا وشكرنا على الجهد الكبير الذي بذلناه، وإن الكورفيت التي نستقلها كانت ستغرق لولا الجهد الذي بذلناه، ولذلك نحن ما زلنا على قيد الحياة، وكان الكورفيت أنقذت لأجلنا أو بسبب الحظ، لأن الصاروخ أصاب الرافعة ولم يخترق جسم الكورفيت.
"أقول بصدق: كنا متعبين، منهكين، لم نذق طعم النوم لمدة ثمان وأربعين ساعة، لكنني لا أفهم الآن لماذا لا يستقيل قائد سلاح البحرية ويتحمل مسؤولية عن هذا الفشل الكبير؟ لذلك فقط استعاض عن ذلك بقوله لنا: "أنتم كنتم كبار".)
إحدى الروايات الغربية لحادثة السفينة "حانيت" تشير إلى عاملين رئيسيين أديا إلى إصابتها:

1-
الاستهتار الإسرائيلي، إذ لم يعمل طاقم السفينة على تشغيل نظام الرصد والحماية، لكون الاستخبارات العسكرية لم تحتمل وجود صواريخ مضادة للسفن لدى حزب الله.

2-
استخدام حزب الله لعنصر المناورة من خلال إطلاق صاروخين، أحدهما على ارتفاع عالٍ، وآخر على ارتفاع منخفض، بهدف أن يُشغل الصاروخ الأول رادارات السفينة ونظام الحماية، فيما يتجه الصاروخ الثاني نحو الهدف.
وقد صرحت مصادر في الحكومة الصينية ان الصاروخ لم يكن من طراز C-802، وأن الحزب قد إستخدم صاروخا إيرانيا مشابها يسمى الكوثر KOWSAR بدلا من ذلك ، وأنه ليس من المؤكد إذا كان أي الصواريخ المضادة للسفن التي في حوزته صينية, و بقيت الشكوك رغم ذلك قائمة لكون إيران المورد الرئيسي للسلاح لحزب الله تمتلك هذا النظام.
أما بالنسبة للكورفيت حانيت فلقد بقي طافيا رغم إصابته بأضرار جسيمة جدا ترافقت مع إشتعال النيران في, و لقد تم سحبه خارج خط النار إلى ميناء أشدود الإسرائيلي حيث تم إصلاحه.
و من جهة أخرى يمتلك الكورفيت عدة أنظمة دفاع و حماية مضادة للصواريخ sophisticated multi-layered missile defense capability, مثل نظام Phalanx CIWS لإطلاق و توجيه النيران, و صاروخ باراك BARAK المضاد للصواريخ بالإضافة إلى أنظمة التشويش و الشوشرة المركبة على السفينة Chaff and ECM, و كان من المفترض أن تكون هذه الأنظمة قادرة على منع هذا الهجوم الصاروخي بنظام C-802, غير أن مسؤولين عسكريين إسرائليين قد أكدوا أن كل هذه الأنظمة قد تعمد ظباط الكورفيت الإسرائيلي تعطيلها خلال العمليات العسكرية و ذلك عدم وجود معلومات استخباراتية تشير إلى أن حزب الله يمتلك مثل هذا الصاروخ.






 
لقد خلقت هذه الضربة ارتباكا كبيرا في قيادة جيش العدو أمام منظمة صغيرة تقاتل في نفس الوقت بأسلوب حرب العصابات و لدى رجالها القدرة على استخدام أسلحة متطورة بكفاءة منقطعة النظير و للتذكير فصواريخ أرض/ سطح لم تستخدم إلا في مرات قليلة كإغراق المدمرة إيلات سنة 1967 من طرف البحرية المصرية أمام سواحل بورسعيد بصواريخ ستيكس أو كومار السوفياتية الصنع.
مباشرة بعد الضربة تضاربت التقارير في صحافة العدو الصهيوني ما بين التأكيد على إصابة الكورفيت حانيت بصاروخ "سي-802" و ما بين إصابته بصاروخ "كورنيت" مضاد للدبابات تم إطلاقه من زورق مطاطي اقترب لمسافة صغيرة منها و زاد الأمر غموضا عدم إعلان الحزب عن نوعية السلاح المستخدم في العملية لكن تبقى النتيجة المباشرة و النهائية هي تحطيم قدرة سلاح البحرية الصهيوني على التدخل في المعركة بشكل فعال مع صدور أوامر صارمة من قيادته بضرورة الابتعاد بمسافة كافية عن السواحل اللبنانية مع تشغيل الأنظمة المضادة للصواريخ على متن السفن الصهيونية تحسبا لمعاودة الحزب الهجوم مرة ثانية , أما من جهة الخسائر فقد أعلنت صحافة العدو عن فقدان أربعة بحارة من طاقم السفينة عثر فقط على جثث 2 منهم مع خروج الكورفيت مؤقتا من الخدمة لغرض الإصلاح في ميناء أشدود لمدة طويلة, و بعد أكثر من سنة من الرفض وافقت إدارة الجيش الصهيوني على نشر صور الأضرار الجسيمة التي أصابت الكورفيت خاصة في مهبط المروحيات حيث كانت الإصابة مباشرة فقد وصل عمق الانفجار إلى مهجع الجنود ليشعل حريقا كبيرا وصل حتى موقع القيادة و حسب تصريحات الضباط على متنها فقد كان الأمر ليتحول إلى كارثة لو أصاب الصاروخ مركز السفينة.
حاولت البحرية الإسرائيلية خلال حرب تموز أن تفرض سيطرتها على الشواطئ اللبنانية من بيروت و حتى رأس الناقورة جنوبا سواء عبر قصف الموانئ مباشرة أو رصد الطرقات الساحلية عبر قصف سيارات و حافلات المواطنين النازحين من الجنوب, ومن المعروف أن الإستراتيجية القتالية للبحرية الإسرائيلية ترتكز على زوارق الصواريخ التي تمتاز بسرعتها و فاعلية و كثافة نيرانها زائد تجهيزاتها الإلكترونية و راداراتها التي تسمح لها برصد تحركات الخصم عن بعيد و تلتزم إسرائيل في اختيارها لهذا الأسلوب في التسليح و القتال البحري بركائز أساسية باقية و لا تتغير, فهناك الجغرافيا التي تجعل إسرائيل على واجهة بحرية مغلقة و ضيقة نسبيا و هي البحر الأبيض المتوسط مع قرب إستراتيجي حيوي هو قناة السويس مما يجعلها بحاجة أساسية لسفن و زوارق سريعة ذات قوة نيران كبيرة تستطيع التحرك و التمركز بسرعة إلى مناطق الصراع لتنفيذ عمليات الاختراق و الحصار سواء لمراكب العدو أو موانئه لكن العامل الإنساني يبقى حاضرا و بقوة حيث كان جنود و بحارة الكورفيت حانيت من العجرفة و الغرور بحيث أنهم لم يقوموا بتشغيل أنظمة الرصد للأسلحة المضادة للسفن كصواريخ سطح/سطح, ليباغتهم جنود الحزب بإطلاق صاروخ من هذا النوع ضد الكورفيت حانيت. كان ذلك من قبيل الصدمة لقيادة العدو العسكرية أن تقوم منظمة تصنف تحت خانة المنظمات الإرهابية بإطلاق لصاروخ ارض - بحر "سي-802" الصيني الصنع على هدف بحري مباشر, من كان يظن أن رجال حزب الله الذين يمارسون حرب العصابات لديهم القدرة و التدريب اللازم لإستعمال سلاح معقد كهذا و بكفاءة و دقة كبيرة بحيث أصاب الكورفيت بشكل مباشر ليشعل فيها النيران و من جهة أخرى استغل الحزب العملية لتحقيق ضربة إعلامية حيث تزامنت إصابة الكورفيت مع خطاب الأمين العام السيد حسن نصر الله الذي أعلن أن هذا الكورفيت الذي يقصف بيروت سوف يقصف و دعا اللبنانيين للخروج لمشاهدتها و هو يحترق مما أظهر قدرة عالية جدا على التنسيق بين أجهزة الحزب الإعلامية و العسكرية و القيادة السياسية في احترافية عالية لم تتأتى حتى لأقوى الجيوش العربية بمؤسساتها و ميزانياتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق