asynchronous snippet. مدونة سكود: 07 أكتوبر 2010

الخميس، 7 أكتوبر 2010

أفق 9 - Ofek جاسوس إسرائيلي على إيران


أفق 9 - Ofek جاسوس إسرائيلي على إيران من السماء



أطلقت إسرائيل، قمراً اصطناعياً عسكرياً للتجسس، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنه سيعمل على مراقبة البرنامج النووي الإيراني.وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن القمر الاصطناعي "أفق 9 - Ofek" أطلق من قاعدة بلماحيم الجوية جنوبي تل أبيب، بواسطة صاروخ إسرائيلي الصنع من طراز شافيط".و أكمل القمر الصناعي دورانه حول الأرض عدة مرات، وفق "الإذاعة الإسرائيلية."ومن المقرر أن يبدأ القمر الصناعي المخصص للتجسس والمزود بأجهزة تصوير وأخرى إلكترونية مطورة، إرسال صوره الأولى إلى المحطة الأرضي وسط إسرائيل، خلال اليومين المقبلين.وسينضم "أفق 9" إلى ثلاثة أقمار صناعية أخرى تدور بالفعل في الفضاء.وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الكاميرات العالية الدقة التي يحملها القمر الصناعي ستمكن إسرائيل من الإبقاء على مراقبة أكثر تدقيقاً لإيران.

 وتتهم إسرائيل بالإضافة إلى الولايات المتحدة والغرب إيران بالسعي لإنتاج أسلحة نووية، عبر برنامجها لتخصيب اليورانيوم، وهي مزاعم تنفيها الجمهورية الإسلامية.ونقلت صحيفة "جيروساليم بوست" الإسرائيلية عن حائيم إيشد، مدير برامج الفضاء بدائرة التطوير والأبحاث بوزارة الدفاع الإسرائيلية (مافات)، قوله: "هذا يوفر لإسرائيل مرونة عملياتية أكبر..إذ بات لدينا الآن مجموعة أخرى من العيون على هدف."وأردف: "هذا يعني زيادة معدل زيارتنا لهدف."واكتفى مسؤولون عسكريون إسرائيليون، رفضوا الإدلاء بمزيد من التفاصيل بشأن "أفق 9"، بالإشارة إلى أنه من أكثر الأقمار الصناعية تطوراً التي تطلقها إسرائيل نحو الفضاء.
 
و"أفق 9" هو ثاني قمر صناعي تطلقه إسرائيل خلال عامين، بعد "تيكسار" الذي تم إطلاقه في 2008 بواسطة صاروخ هندي من في جنوب الهند، بغرض تشديد الرقابة على الأنشطة النووية الإيرانية، وقال محللون إنه غير من موازين القوة بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية.وكانت إسرائيل قد أطلقت القمر الصناعي "أفق 7" إلى الفضاء عام 2007، لينضم إلى "إيروس B"، الذي انطلق نحو الفضاء في إبريل/نيسان 2007، مزودا بكاميرا تستطيع رصد أجسام على الأرض لا يتجاوز حجمها 70 سنتيمترا.

مفاجأة حرب تموز 2006 إصابة الكورفيت الإسرائيلي للطراد حانيت


مفاجأة حرب تموز 2006  إصابة الكورفيت الإسرائيلي للطراد حانيت







 فيما بعد تحدث تقرير أعدته لجنة في البحرية الصهيونية عن وجود تقصير من طرف جهاز الاستخبارات العسكرية "آمان" فيما يخص عدم معرفته لامتلاك حزب الله لأنظمة صواريخ مضادة للسفن , حيث حددت المعلومات امتلاك الحزب لصواريخ لا يتعدى مداها 6 إلى 10 كيلومترات مما جعل السفن الصهيونية تتحرك على بعد يتراوح ما بين 17 إلى 30 كيلومتراً عن الشواطئ اللبنانية ظنا منها أن ذلك يجعلها في مأمن من الإصابة, إلا انه لم يكن لدى إسرائيل معلومات حول امتلاك الحزب لصواريخ سي 802 التي يصل مداها إلى 120 كيلومتراً.
أظهرت هذه العملية أهمية العمل الاستخباري المضاد الذي يمح بخلق المفاجأة في الصراع مع العدو الصهيوني الذي ظهر سلاح البحرية لديه بكل قوته بمظهر العاجز أمام منظمة تمارس العمل المقاوم بأسلوب حرب العصابات وتستطيع في نفس الوقت استخدام أسلحة الجيوش المحترفة بكفاءة.
يقول أ حد أفراد طاقم الكورفيتبعد تقدير الخسائر قرر قائد الكورفيت قطرها بسفينة أخرى تابعة لسلاح البحرية والإبحار باتجاه ميناء أشدود جنوب البلاد. وعندما وصلت إلى الميناء المذكور وبعد أربع وعشرين ساعة من إبحارها من مكان الحادث كانت في انتظارها قيادة سلاح البحرية برمتها ، بمن فيهم قائد سلاح البحرية اللواء دافيد بن بعشيط لم أصدق نفسي بأن أرى هذه الوجوه، ولم أصدق بأنني سوف أرى وجه قائد سلاح البحرية واعتقدت أنه لن يظهر أمام الناس، وأنه سوف يستقيل من جراء ما يشعر به من خجل بسبب هذه الحادثة وبدلاً من أن يستقيل ، فقد تحدث إلينا وشكرنا على الجهد الكبير الذي بذلناه، وإن الكورفيت التي نستقلها كانت ستغرق لولا الجهد الذي بذلناه، ولذلك نحن ما زلنا على قيد الحياة، وكان الكورفيت أنقذت لأجلنا أو بسبب الحظ، لأن الصاروخ أصاب الرافعة ولم يخترق جسم الكورفيت.
"أقول بصدق: كنا متعبين، منهكين، لم نذق طعم النوم لمدة ثمان وأربعين ساعة، لكنني لا أفهم الآن لماذا لا يستقيل قائد سلاح البحرية ويتحمل مسؤولية عن هذا الفشل الكبير؟ لذلك فقط استعاض عن ذلك بقوله لنا: "أنتم كنتم كبار".)
إحدى الروايات الغربية لحادثة السفينة "حانيت" تشير إلى عاملين رئيسيين أديا إلى إصابتها:

1-
الاستهتار الإسرائيلي، إذ لم يعمل طاقم السفينة على تشغيل نظام الرصد والحماية، لكون الاستخبارات العسكرية لم تحتمل وجود صواريخ مضادة للسفن لدى حزب الله.

2-
استخدام حزب الله لعنصر المناورة من خلال إطلاق صاروخين، أحدهما على ارتفاع عالٍ، وآخر على ارتفاع منخفض، بهدف أن يُشغل الصاروخ الأول رادارات السفينة ونظام الحماية، فيما يتجه الصاروخ الثاني نحو الهدف.
وقد صرحت مصادر في الحكومة الصينية ان الصاروخ لم يكن من طراز C-802، وأن الحزب قد إستخدم صاروخا إيرانيا مشابها يسمى الكوثر KOWSAR بدلا من ذلك ، وأنه ليس من المؤكد إذا كان أي الصواريخ المضادة للسفن التي في حوزته صينية, و بقيت الشكوك رغم ذلك قائمة لكون إيران المورد الرئيسي للسلاح لحزب الله تمتلك هذا النظام.
أما بالنسبة للكورفيت حانيت فلقد بقي طافيا رغم إصابته بأضرار جسيمة جدا ترافقت مع إشتعال النيران في, و لقد تم سحبه خارج خط النار إلى ميناء أشدود الإسرائيلي حيث تم إصلاحه.
و من جهة أخرى يمتلك الكورفيت عدة أنظمة دفاع و حماية مضادة للصواريخ sophisticated multi-layered missile defense capability, مثل نظام Phalanx CIWS لإطلاق و توجيه النيران, و صاروخ باراك BARAK المضاد للصواريخ بالإضافة إلى أنظمة التشويش و الشوشرة المركبة على السفينة Chaff and ECM, و كان من المفترض أن تكون هذه الأنظمة قادرة على منع هذا الهجوم الصاروخي بنظام C-802, غير أن مسؤولين عسكريين إسرائليين قد أكدوا أن كل هذه الأنظمة قد تعمد ظباط الكورفيت الإسرائيلي تعطيلها خلال العمليات العسكرية و ذلك عدم وجود معلومات استخباراتية تشير إلى أن حزب الله يمتلك مثل هذا الصاروخ.






 
لقد خلقت هذه الضربة ارتباكا كبيرا في قيادة جيش العدو أمام منظمة صغيرة تقاتل في نفس الوقت بأسلوب حرب العصابات و لدى رجالها القدرة على استخدام أسلحة متطورة بكفاءة منقطعة النظير و للتذكير فصواريخ أرض/ سطح لم تستخدم إلا في مرات قليلة كإغراق المدمرة إيلات سنة 1967 من طرف البحرية المصرية أمام سواحل بورسعيد بصواريخ ستيكس أو كومار السوفياتية الصنع.
مباشرة بعد الضربة تضاربت التقارير في صحافة العدو الصهيوني ما بين التأكيد على إصابة الكورفيت حانيت بصاروخ "سي-802" و ما بين إصابته بصاروخ "كورنيت" مضاد للدبابات تم إطلاقه من زورق مطاطي اقترب لمسافة صغيرة منها و زاد الأمر غموضا عدم إعلان الحزب عن نوعية السلاح المستخدم في العملية لكن تبقى النتيجة المباشرة و النهائية هي تحطيم قدرة سلاح البحرية الصهيوني على التدخل في المعركة بشكل فعال مع صدور أوامر صارمة من قيادته بضرورة الابتعاد بمسافة كافية عن السواحل اللبنانية مع تشغيل الأنظمة المضادة للصواريخ على متن السفن الصهيونية تحسبا لمعاودة الحزب الهجوم مرة ثانية , أما من جهة الخسائر فقد أعلنت صحافة العدو عن فقدان أربعة بحارة من طاقم السفينة عثر فقط على جثث 2 منهم مع خروج الكورفيت مؤقتا من الخدمة لغرض الإصلاح في ميناء أشدود لمدة طويلة, و بعد أكثر من سنة من الرفض وافقت إدارة الجيش الصهيوني على نشر صور الأضرار الجسيمة التي أصابت الكورفيت خاصة في مهبط المروحيات حيث كانت الإصابة مباشرة فقد وصل عمق الانفجار إلى مهجع الجنود ليشعل حريقا كبيرا وصل حتى موقع القيادة و حسب تصريحات الضباط على متنها فقد كان الأمر ليتحول إلى كارثة لو أصاب الصاروخ مركز السفينة.
حاولت البحرية الإسرائيلية خلال حرب تموز أن تفرض سيطرتها على الشواطئ اللبنانية من بيروت و حتى رأس الناقورة جنوبا سواء عبر قصف الموانئ مباشرة أو رصد الطرقات الساحلية عبر قصف سيارات و حافلات المواطنين النازحين من الجنوب, ومن المعروف أن الإستراتيجية القتالية للبحرية الإسرائيلية ترتكز على زوارق الصواريخ التي تمتاز بسرعتها و فاعلية و كثافة نيرانها زائد تجهيزاتها الإلكترونية و راداراتها التي تسمح لها برصد تحركات الخصم عن بعيد و تلتزم إسرائيل في اختيارها لهذا الأسلوب في التسليح و القتال البحري بركائز أساسية باقية و لا تتغير, فهناك الجغرافيا التي تجعل إسرائيل على واجهة بحرية مغلقة و ضيقة نسبيا و هي البحر الأبيض المتوسط مع قرب إستراتيجي حيوي هو قناة السويس مما يجعلها بحاجة أساسية لسفن و زوارق سريعة ذات قوة نيران كبيرة تستطيع التحرك و التمركز بسرعة إلى مناطق الصراع لتنفيذ عمليات الاختراق و الحصار سواء لمراكب العدو أو موانئه لكن العامل الإنساني يبقى حاضرا و بقوة حيث كان جنود و بحارة الكورفيت حانيت من العجرفة و الغرور بحيث أنهم لم يقوموا بتشغيل أنظمة الرصد للأسلحة المضادة للسفن كصواريخ سطح/سطح, ليباغتهم جنود الحزب بإطلاق صاروخ من هذا النوع ضد الكورفيت حانيت. كان ذلك من قبيل الصدمة لقيادة العدو العسكرية أن تقوم منظمة تصنف تحت خانة المنظمات الإرهابية بإطلاق لصاروخ ارض - بحر "سي-802" الصيني الصنع على هدف بحري مباشر, من كان يظن أن رجال حزب الله الذين يمارسون حرب العصابات لديهم القدرة و التدريب اللازم لإستعمال سلاح معقد كهذا و بكفاءة و دقة كبيرة بحيث أصاب الكورفيت بشكل مباشر ليشعل فيها النيران و من جهة أخرى استغل الحزب العملية لتحقيق ضربة إعلامية حيث تزامنت إصابة الكورفيت مع خطاب الأمين العام السيد حسن نصر الله الذي أعلن أن هذا الكورفيت الذي يقصف بيروت سوف يقصف و دعا اللبنانيين للخروج لمشاهدتها و هو يحترق مما أظهر قدرة عالية جدا على التنسيق بين أجهزة الحزب الإعلامية و العسكرية و القيادة السياسية في احترافية عالية لم تتأتى حتى لأقوى الجيوش العربية بمؤسساتها و ميزانياتها.

جاسوس إسرائيل الذي دخل مصر لإجهاض برنامج الصواريخ المصريّة




جاسوس إسرائيل الذي دخل مصر لإجهاض برنامج الصواريخ المصريّة


في 6 يوليو (تموز) عام 1961، احتفلت إسرائيل بإطلاق صاروخها الأول بعيد المدى، وأطلقت عليه «شافيت ـ 2» للإيحاء بأن ثمة {شافيت ـ 1}. لكن بعد عام تقريبا في 21 يوليو(تموز) عام 1962 ولمناسبة العيد العاشر لثورة يوليو، احتفلت مصر بإطلاق أربعة صواريخ بعيدة المدى، اثنين من طراز «الظافر» ومداه 175 ميلا، واثنين من طراز «القاهر» ومداه 350 ميلا. لم يحاول الرئيس جمال عبد الناصر إخفاء الهدف من تلك الصواريخ، وأصبح فخورا بأنها تستطيع إصابة أهدافها حتى مدينة بيروت، وهو ما يعني إمكان وصولها الى أي شبر في إسرائيل.كان من تداعيات ذلك سيطرة حالة من الخوف والهلع داخل إسرائيل، وكان الرعب سيكون أكبر لو علم الإسرائيليون ما تخفيه عنهم حكومتهم واكتشفته يومها، وهو أن المخابرات الإسرائيلية فوجئت تماما بتلك الخطوة الثورية من قبل مصر وزعامتها المتمثلة في عبد الناصر، اذ لم يكن لدى الموساد أي معلومات مسبقة عن ذلك التطور المذهل داخل مصر.قال رئيس الوزراء الإسرائيلي لرئيس مخابراته أيسر هاريل معنفًا وموبخًا:



 «لماذا تنفق إسرائيل تلك الأموال كلها على مخابراتها، إذا كنا سنحصل على معلوماتنا فجأة من خطاب عام يلقيه عبد الناصر؟ كل ما يلزمنا مجرد راديو ترانزستور وليس جهاز مخابرات بتلك الضخامة.صرخ بن غوريون في وجه رئيس الموساد قائلا: أريد تعبئة المخابرات الإسرائيلية هنا وحول العالم فورا، كي تمدني بتقرير عاجل عن الصواريخ التي صنعتها مصر وفوجئنا بها، وأريد أن يكون التقرير على مكتبي هنا قبل ثلاثة أشهر كحد أقصى، إنني من الآن لا أنام الليل منذ أعلن عبد الناصر خبر تلك الصواريخ، وسأظل لا أنام الى أن تأتوني بالتقرير, فلا بد من منع مصر بأي ثمن من صناعة الصواريخ.
سرعان ما بدأت المخابرات الإسرائيلية في جمع المعلومات. بدأت القصة كلها في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حينما بدأ الضباط السابقون في الجيش الألماني المهزوم يبحثون عن مكان يلجأون إليه، فهرب بعضهم إلى الشرق، وبعضهم الآخر إلى الغرب، بعدما اختار ضباط الفيلق الإفريقي الذي كان يقوده روميل التسلل للعمل كمستشارين ومدربين للجيش المصري. هكذا، عام 1951 وصل إلى مصر الجنرال الألماني السابق ويلهلم فارم باشر مع مجموعة صغيرة من زملائه، عارضين خدماتهم على الحكومة المصرية، وقد أدوا عملهم بنجاح، اذ إنه بعد ثورة يوليو طلبت منهم قيادة الثورة الاستمرار في عملهم.كان الشخص الأكثر أهمية في مجموعة الضباط الألمان هو الدكتور ويلهام فوس، الذي جاء معه إلى مصر بواحد من آباء صناعة الصواريخ الألمانية وهو رولف أنجل، ووضعه على رأس شركة مصرية اسمها «كيرفا»، أقامتها الحكومة المصرية لتكون مسؤولة عن تصميم الصواريخ التكتيكية وصناعتها، ثم قام أنجل بدوره بإقناع مهندس إلكترونيات ألماني كان يعمل في معمل الأبحاث الألماني السري للصواريخ الموجهة يدعى بول جورك بالذهاب معه الى القاهرة.لم تجد تلك المجموعة من العقول الألمانية الأجور المجزية التي تحلم بها، فقرر الجنرال فارم باشر الرحيل عن مصر عام 1958، وحذا حذوه زملاؤه، ثم قامت مصر بحل شركة كيرفا.

مواهب ألمانيّة لكن عام 1959 قرر عبد الناصر أن تعيد مصر المحاولة، واختار اللواء محمود خليل أحد المديرين السابقين للمخابرات العسكرية، كي يصبح مسؤولا عن برنامج عالي السرية ينفذه «مكتب البرامج العسكرية الخاصة»، بهدف إمداد مصر بأحدث الأسلحة، خصوصا الطائرات النفاثة والصواريخ، التي يمكن تصنيعها محليًا، كي لا تستمر مصر في اعتمادها على الدول الأجنبية للحصول على الأسلحة اللازمة لها، وكان السبب المباشر الذي أدى الى التطور في موقف الحكومة المصرية هو التقارير العاجلة التي تلقتها مصر وتفيد بوجود تعاون سري بين إسرائيل وفرنسا لصناعة الصواريخ، ومنذ ذلك الحين أصبح سباق الوقت محمومًا بين مصر وإسرائيل.على رغم مرور سنوات كثيرة على الحرب العالمية الثانية، إلا أن ألمانيا كانت لا تزال أرضا خصبة لالتقاط المواهب العلمية التي بدأ اللواء خليل يبحث عنها، وطبقا لاتفاقيات القوى الأربع المنتصرة في الحرب (أميركا، الاتحاد السوفياتي ـ إنكلترا ـ فرنسا) كانت ألمانيا ممنوعة من صناعة أية صواريخ أو طائرات خاصة بها، فكان أي خبير ألماني في صناعة الأسلحة الجوية مضطرا للبحث عن عمل خارج ألمانيا إذا كان يريد الاستمرار في ممارسة تخصصه.بسبب تلك الظروف الخاصة، لقي الإعلان الذي نشر في عدد من الصحف الألمانية استجابات عدة، يقول الإعلان: «صناعة جوية في شمال إفريقيا تطلب متخصصين وخبراء»، وجاءت الإستجابات سريعة من علماء ألمان بارزين.في الوقت نفسه، وقّع اللواء خليل عقدا مع ويلي ميسر شميث لبناء مصنع طائرات، بعدها عثر على الرجل المثالي لإدارة المصنع، وهو فرديناند براندو، مهندس نمساوي بارز كان الروس قبضوا عليه أثناء الحرب وعقدوا معه صفقة، وهي أن يصنع هو وفريقه موتورًا روسيًا متعدد المهام، مقابل السماح له بالعودة الى بلاده، ونجح براندو فعلا في تصميم موتور قوة 12 ألف حصان!! استخدمه الروس في طائرات النقل العملاقة طراز {توبوليف ـ 114}، وسمح له الروس بالعودة إلى بلاده.مع حلول عام 1960، كانت صناعة الطائرات المصرية أصبحت جاهزة للعمل، وكان مصنع الطائرات الجديد الذي حمل اسم «المصنع 136» أوشك على التمام قرب القاهرة، وبالقرب منه أقيم «المصنع 135» لتصميم الطائرات، وكان ثمة اتجاه كبير في مصر نحو صناعة الصواريخ، خصوصا بعد ورود الأخبار بأن إسرائيل تتعاون مع فرنسا لتصنيع الصواريخ، فأصبح المشروع المصري الجديد الأكثر أهمية وسرية وهو «المصنع 333» لصناعة الصواريخ الذي أنشئ ضمن مشروع الحي السكني الجديد (مدينة نصر)، واتخذت الضوابط كلها لمنع احتمالات اختراقه، فأصبح محصنا تماما ضد أي اختراقات لمخابرات أجنبية، خصوصا المخابرات الإسرائيلية، وكان ذلك أول خطوات النجاح.وجد اللواء خليل العلماء الألمان الذين يحتاجهم في معهد حكومي «شتوتغارت»، هو معهد يعمل في أبحاث الجو بالأقمار الصناعية وما شابه ذلك، وكان معظم العلماء الألمان يشعرون بخيبة أمل بسبب تخلّف بلادهم الشديد وراء أميركا والاتحاد السوفياتي، في مجال أبحاث ما بعد الحرب، ووجد رئيس المعهد فرصة كبرى أمامه في العرض الذي طرحه عليه اللواء خليل على رغم أن الحكومة الألمانية كانت تمنع المعهد من أداء أي أعمال لحساب دولة أجنبية، لكن عرض مصر كان مغريا، واستطاع الدكتور ايوجين سانجر أن يجند معظم أساتذة المعهد للعمل معه في مصر، ونجح الموساد في الحصول على معلومات مبكرة عن وصول تلك المجموعة من العلماء الألمان إلى مصر، لكن المخابرات الإسرائيلية افترضت أنهم سيعملون في مصنع الطائرات المصري.كانت مصر تعلن، كغطاء، أن مصنعي 135 و136 يصنعان طائرات التدريب، لكن المخابرات الإسرائيلية حصلت على معلومات مختلفة تفيد بأن مصر تبذل جهدها الأكبر لإنتاج طراز خاص من الطائرات النفاثة ذات الأداء العالي وتصلح للعمل كطائرات مقاتلة، بل وأكدت تقارير الموساد بأن مصر بدأت فعلا تضع نموذجا وتصميما خاصا لتلك الطائرة المقاتلة الجديدة.عام 1961 أصبح لدى المخابرات الإسرائيلية ما يكفي من المعلومات عن النشاط الذي يجري لحساب مصر، في معهد شتوتغارت في ألمانيا، إلى الدرجة التي جعلت الحكومة الإسرائيلية تتقدم باحتجاج رسمي إلى الحكومة الألمانية، التي ضغضت بدورها على مدير المعهد كي ينهي تعاقده مع الحكومة المصرية، وكان من نتيجة ذلك أن قدم عدد من علماء المعهد استقالاتهم وسافروا الى مصر وتفرغوا تماما للعمل لحسابها.بدأت الموساد تدريجيا تتوصل إلى معلومات أكثر خطورة، اذ عرفت أن الحكومة المصرية وعدت علماء معهد شتوتغارت بمبلغ مليوني مارك إذا نجحوا في صناعة صاروخ لحسابها، وأن أكثر من ربع المبلغ سيكون من نصيب الدكتور سانجر مدير المعهد، والذي كان تلقى فعلا مبلغا تحت الحساب، ثم توصلت المخابرات الإسرائيلية أيضا إلى معرفة الشركات الوهمية التي أقامتها مصرفي سويسرا لذلك الغرض، ونوع المعدات العلمية التي تشحن إلى مصر بواسطة تلك الشركات.على رغم ذلك كله لم يكن أحد في الموساد يأخذ محاولات مصر بجدية، ولم تكن الموساد تعرف بعد حينما اكتشفت مهمة الدكتور سانجر أن مصر كانت تختبر فعلا أجهزة الوقود السائل اللازمة للصواريخ الجديدة، التي تزن من أربعة إلى عشرين طنا، وهي طراز وسط بين الصاروخ الألماني القديم v-2 وبين الصاروخ الفرنسي الحديث «فيروتيك». فشلت المخابرات الإسرائيلية تماما في التوصل إلى المعلومات الجوهرية، ونجحت المخابرات المصرية في فرض السرية الكاملة على تفاصيل المشروع الذي كان يخضع لإشراف الرئيس عبد الناصر شخصيًا.من هنا، كان شعور إسرائيل بالذهول الكامل والمفاجأة المشلة، حين أعلن عبد الناصر نجاح مصر فعلا في إطلاق طرازين جديدين من صاروخي الظافر والقاهر، وشعرت إسرائيل بالغيظ الشديد وهي ترى عبد الناصر يستعرض 20 صاروخا مغطاة بالعلم المصري خلال العرض العسكري للجيش عام 1962، شعرت الحكومة الإسرائيلية بالرعب بسبب تلك المفاجأة ، ومن هنا كانت ثورة بن غوريون على مدير مخابراته بسبب فشلها في الحصول على أية معلومات عن المشروع المذهل.
معلومات خطيرة خلال فترة قصيرة عبأت فيها المخابرات الإسرائيلية أجهزتها كافة، وقعت في أيديها وثيقة مهمة للغاية، إنها رسالة من البروفسور بيلز، الذي تولى العمل بعد الدكتور سانجر المشرف على المشروع ، موجهة إلى كامل عزب مدير المصنع 333، ومؤرخة في 24 مارس (آذار) 1962، يطلب فيها بيلز من عزب مبلغ ثلاثة ملايين وسبعمائة ألف فرنك سويسري، لشراء أجهزة لخمسمائة صاروخ من طراز 2، وأربعمائة صاروخ من طراز 5.أسرع رئيس الموساد الإسرائيلي بالمعلومات الخطيرة إلى رئيس حكومته بن غوريون، وهنا وقع خلاف بين أيسر هاريل رئيس الموساد ومائير أميت رئيس المخابرات العسكرية، الذي قدم تقريره إلى شيمون بيريز نائب وزير الدفاع، فأسرع الأخير بدوره يحمله إلى بن غوريون.لم يكن ثمة خلاف على خطورة التطور المصري في صناعة الصواريخ، ولا خلاف على ضرورة أن تعمل إسرائيل بالطرق كلها على منع مصر من الاستمرار في بحوثها لإنتاج صواريخ خاصة بها تواجه بها صواريخ إسرائيل، التي أطلقتها قبل عام، واستعانت بفرنسا في صناعتها، لكن الخلاف الرئيس بين الموساد والمخابرات العسكرية أصبح يكمن في الوقت المتاح لمنع مصر من صناعة صواريخها الخاصة بها، كان الموساد يرى أنه لا يوجد وقت متاح وأن تلك الصواريخ تمثل خطرا ملحا عاجلا، أما المخابرات العسكرية فكانت ترى أن مصر ما زال أمامها سنوات عدة قبل أن تحل مشكلة أجهزة التوجيه اللازمة للصواريخ، وبالتالي فإسرائيل تملك وقتا كافيا للتفكير في وسائل ناجحة لحرمان مصر من تحقيق النجاح في تلك المهمة الشاقة.بناء على وجهة نظر الموساد، طلب رئيسها من بن غوريون أن يثير الأمر بنفسه وعلى وجه السرعة مع كونراد اديناور مستشار ألمانيا الغربية، وأن يوجه إليه إنذارا علنيا بسحب كل المواطنين الألمان الذين يعملون في مشروع الصواريخ المصرية فورا، وإلا فستتأثر العلاقات الإسرائيلية الألمانية تماما، إذا استمر هؤلاء العلماء الألمان في عملهم بمصر.لكن المشكلة كانت: ماذا إذا لم تنجح تلك الوسيلة في إخراج العلماء الألمان من مصر؟ المهم هو إيقاف مشروع الصواريخ المصري وليس إساءة العلاقات مع ألمانيا، فاستقر رأي الحكومة الإسرائيلية على أن تجرب أولا أسلوبا آخر للضغط على ألمانيا الغربية، فكتب شيمون بيريز رسالة إلى فرانك جوزيف شتراوس، وزير الدفاع الألماني، يبلغه فيها بخطورة وجود العلماء الألمان في مصر، ويعبر عن اقتناعه بأن الحكومة الألمانية لا بد من تتصرف بحزم حينما تعرف أن ألمانيا إذا سمحت بوجود علمائها في مصر إنما تساعد الإتحاد السوفياتي ومصر في تدمير إسرائيل.
طوارئ في الموساد لكن تلك الخطوة لم تهدئ من هلع رئيس الموساد، والمشكلة أن بن غوريون ومعه مجموعة من الضباط تلاميذه مثل شيمون بيريز وموشي ديان ورئيس المخابرات العسكرية، كانوا يريدون انتهاز الفرصة للحصول على مساعدة أوروبا لإسرائيل في برنامجها النووي، ومن ثم لم يريدوا أن تؤدي أزمة الصواريخ المصرية إلى قطيعة كاملة مع ألمانيا الغربية، التي تملك الكثير لتساعد به إسرائيل، وأصبح الموساد معبأ بكامل أجهزته في حالة طوارئ مستمرة، لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن البرنامج المصري لصناعة الصواريخ، وكان ما يريده أيسر هاريل رئيس الموساد هو دليل مباشر كي يقنع المخابرات العسكرية بخطورة السماح لمصر بالمضي في برنامجها لصناعة الصواريخ، وفي شهر سبتمبر (أيلول) عام 1962 حصل رئيس الموساد على ما اعتقد أنه يكفيه.استطاع أحد عملاء الموساد أن يأتي إليها بمعلومات جديدة عن البرنامج المصري، وهو الأمر الذي زاد على الهيستريا التي أصيبت بها أجهزة إسرائيل كلها بسبب برنامج الصواريخ المصري، اذ بدأت المخابرات المركزية الأميركية تتعاون مع الموساد في كشف أكبر قدر ممكن من المعلومات عن الصواريخ المصرية، وهكذا أصبح عملاء المخابرات المركزية الأميركية داخل مصر يجمعون المعلومات عن الصواريخ المصرية لحساب إسرائيل، بل وبدأت الحكومة الأميركية تحاول الضغط على مصر للسماح لها بالتفتيش على صناعتها العسكرية المتطورة، بعدها اقترح أيسر هاريل حلا جذريا، قال إنه على ضوء فشل الحكومة الألمانية في إرغام رعاياها من العلماء العاملين في برنامج الصواريخ المصري على الرحيل من مصر، فلا بد من إرغامهم على ذلك بالقوة وبالإرهاب وبأية وسيلة !! وأضاف: «لا بد من أن يعرف أولئك العلماء الألمان أن رحلتهم إلى القاهرة معناها بالنسبة إلينا رحيلهم إلى الجبهة الأمامية ضدنا... رحلة إلى خط النار».كان معنى كلام رئيس الموساد وضع خطة شاملة للاغتيالات في مصر، تقوم المخابرات العسكرية بدراسة كل تفاصيلها والتحضير لها بمنتهى العناية، وأصبح اسم تلك الخطة «عملية داموكليس»، وهدفها إعلان الحرب على برنامج الصواريخ المصري كي لا ينجح أبدا.كانت المعلومات الأساسية لإسرائيل عن برنامج الصواريخ المصرية تأتي من أهم عميل للمخابرات الإسرائيلية داخل مصر ذاتها، وهو وولف غانغ لوتز، أرسلته المخابرات الإسرائيلية إلى مصر عام 1960 تحت غطاء أنه خبير وتاجر خيول عربية، وتأكيدا لذلك كان لا بد من أن تكون له مزرعته الخاصة به وفيها إسطبل للخيول العربية، وكان الدور الذي رسمته له المخابرات الإسرائيلية وتولت تدريبه عليه طويلا في تل أبيب هو أن يتصرف كرجل ثري من ألمانيا يعشق الخيول العربية وينفق عليها ببذخ.لوتز هذا يهودي ألماني ولد عام 1921، هاجر مع أمه إلى فلسطين عام 1933، وعند نشوب الحرب العالمية الثانية تطوع في الجيش البريطاني، حيث قضى معظم خدمته في مصر وشمال أفريقيا، وبالتالي أجاد الحديث بالعربية إلى جانب العبرية والإنكليزية، ثم انضم الى الجيش الإسرائيلي وحارب معه ضد مصر عام 1956، ووصل إلى رتبة ميجور, وبعدها أصبح عضوا في المخابرات الإسرائيلية، ودخل القاهرة عام 1960، قادمًا من ألمانيا بجواز سفر ألماني صحيح، ليكون واحدا من العملاء السريين للموساد في مصر.نجح لوتز فورًا في تدبير من يقدمه إلى نادي الفروسية المصري بالجزيرة في قلب القاهرة، ووقتها كان الرئيس الفخرى للنادي اللواء يوسف علي غراب، الضابط المسؤول عن قوة الشرطة المصرية كلها، ومن ثم كان يتمتع بتأثير ونفوذ كبيرين.بعدها بستة أشهر، استدعت المخابرات الإسرائيلية لوتز الذي أصبح اسمه الحركي في أرشيفها «الحصان»، فسافر إلى أوروبا كي يقدم تقريرا عن مدى تقدمه إلى رئيس الموساد، الذي سافر بنفسه للقائه كأهم عميل له في مصر.كانت المخابرات الإسرائيلية تنفق على لوتز ببذخ شديد نظرا الى أهميته الضخمة لخطة إسرائيل المضادة للصواريخ المصرية، أصبح أمل إسرائيل الوحيد في الحصول على معلومات عن برنامج الصواريخ المصري وتحطيمه. كانت عملية «داموكليس» السرية التي خططتها المخابرات الإسرائيلية تتركز على إرغام العلماء الألمان في مصر على الرحيل بأقصى سرعة، لأن تلك هي الطريقة الوحيدة لإيقاف البرنامج المصري لصناعة الصواريخ، وفي سبيل ذلك كانت الخطة تتضمن استخدام الأسلحة كافة بما في ذلك الاغتيال، وكان على لوتز أو «الحصان» أن يقدم إلى المخابرات الإسرائيلية المعلومات الأساسية عن العلماء الألمان الموجودين في مصر: من هم، أين يسكنون، بمن يختلطون، ماذا يفعلون تحديداً؟ وما هي المرحلة التي بلغوها من البرنامج المصري؟


أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي ديفيد بن غوريون يتابع بنفسه أولا بأول أخبار وولف غانغ لوتز، أهم وأخطر جاسوس إسرائيلي في القاهرة نظرًا إلى المهمة التي جاء من أجلها، ولم تكن أهميته لدى المخابرات الإسرائيلية لأنه المفتاح لمنع مصر من المضي في برنامج الصواريخ، لكن أيضا لأن وجوده في القاهرة يكلف إسرائيل مئات الألوف من الدولارات، كي ينفق ببذخ يتناسب مع الوضع الذي يظهر به فيها.جاء لوتز إلى القاهرة مصطحبًا زوجته باعتباره تاجر خيول ألمانياً، وفورًا تمكن من التعرف الى شخصيات عدة في نادي الفروسية المصري، كذلك طلبت منه المخابرات الإسرائيلية أن يركز علاقاته الاجتماعية على نادي الجزيرة الرياضي في القاهرة، لأنه من خلال مظاهر البذخ والثراء التي يبديها، والسهرات التي يقيمها كل ليلة، يستطيع أن يعرف آخر الأخبار والحكايات والإشاعات، وأيضا يستطيع أن يمسك بالخيوط التي تقوده إلى معرفة عناوين العلماء الألمان الذين تستخدمهم مصر في صناعة صواريخها الخاصة.أصبحت الخطوة الأولى لمنع مصر من المضي في مشروعها، توجيه تحذير عملي إلى العلماء الألمان الذين تستخدمهم مصر ويعيشون في القاهرة، كي يفهموا بوضوح أن بقاءهم في مصر يشكل خطراً حقيقيا وملحًا على حياتهم، وأصبح لا بد من أن يتم ذلك أولا من خلال رسائل بريدية تُرسل إليهم من القاهرة وعليها طوابع بريد مصرية.لم يكن هناك لإنجاز المهمة سوى رجل الموساد في القاهرة لوتز «الحصان»، فهو لا يثير أية شبهات حوله، لأنه يقضي أيامه مستمتعا بحياته كتاجر خيول وبعلاقاته الاجتماعية في نادي الجزيرة الرياضي في القاهرة، ومثل ذلك النمط من الحياة لا يتوقع أن تكون له أية ميول أو أهواء سياسية، وفعلا بدأ لوتز يباشر مهامه التي جاء من أجلها، فبدأ يرسل الخطابات التي أعدتها المخابرات الإسرائيلية وصاغتها، إلى العلماء الألمان العاملين في برنامج الصواريخ المصري، ووصل عدد ما أرسله إليهم حوالي خمسين خطابا، يتم في كل منها تحذير كل عالم بأن ثمة خطراً على حياته إذا استمر في مصر يؤدي مهامه لحساب عبد الناصر.حرصت المخابرات الإسرائيلية على ألا تكون الرسائل كلها متماثلة في صياغتها، لكن التحذير كان واضحا تماما في كل رسالة. وصلت الرسائل الى العاملين الألمان على اختلاف مستوياتهم، فتغيرت حياتهم وعيّنت حراسات قوية عليهم السلطات المصرية، وحمل كل منهم مسدسًا.سرعان ما جاءت خطوة أخرى من المخابرات الإسرائيلية، وهي أن حسان كامل، وهو رجل أعمال مصري، كان يصدر معدات الى برنامج الصواريخ المصرية من سويسرا، حجز لنفسه طائرة تشارتر لتقلع به من جزيرة سيليت في الدانمارك إلى دوسلدورف في ألمانيا، وفي اللحظة الأخيرة أجّل رحلته، وترك زوجته الألمانية تواصل الرحلة بدلا منه، وفجأة تحطمت الطائرة ولقي الطيار وزوجة رجل الأعمال مصرعهما في الحال، وكانت تلك هي بداية خطة الاغتيالات الكبرى التي بدأ الموساد تنفيذها لوقف مشروع الصواريخ المصرية وإجهاضه

حكاية التاجر الألماني الذي دخل مصر لإجهاض برنامج الصواريخ المصريّة
حصان بن غوريون في القاهرة